رواية لا تتركني الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماعيل موسي
#لا_تتركنى
١٣
دبت الروح فى عروق ساره الأحمدى وراحت تشرق ملامحها مره اخرى، تناولت الفتاه الطعام بأنتظام وذات مره تجرأت وكسرت الحاجز، صوبت نظرها تجاه احمد امام وقالت اتعلم؟
ثم صمتت مدة لا بأس بها كأنها تفكر، وكان احمد إمام مشتاق لسماع صوتها ولا يرى اى عيب ان يحب صوتها كما يحبها
___لقد أخطأت فى حقك، لكنى اريد ان اتحرر
استشعر احمد امام خطر قريب فهمس
_من اى شيء تتحررين؟
وهيء احمد امام نفسه، نعم سيغفر لها، لكن سيكون قادر على سماع ما سيقال لاحقآ؟
ووجد قلبه ينبض بقوه وعقله ينحرف عن المسار
قالت ساره الأحمدى
_من الأسرار الجاثمه فوق صدرى
همس احمد امام
_انا مصغ
روت ساره الأحمدى كل الأشياء التى دارت بينها وبين يوسف، حرصت ان لا تغفل اى حرف او تفصيله
أرادت ان تطهر نفسها بصوره كليه وتتنظف من ذلك الإثم
وانتظرت ان ينطق احمد امام، ان يفتح فمه، بدرت ابتسامه من وجه احمد
__ اغفر لك كل شيء، سنبداء من جديد حياه بلا أسرار
لقد كسبت أموال كثيره الحمد لله والاعمال تجرى على خير وجه ولا أرى مانع من تأجيل الزواج
قالت ساره بخجل
_ بعد كل ما حدث ترغب بى؟
__ اجل وبقوه، ان مشاعرى تنجرف نحوك مثل نهر بلا شطأن
يكفى ان نتعلم من اخطأنا، لقد كبر العمل واحتاج مساعدتك
__ماذا ترى؟! سألت ساره بخجل
__ انا نحضر المأذون الان وتصبحى زوجتى على كتاب الله وسنة رسوله
وطرقت الفرحه باب الشقه الحزينه، علقت الزينات واقيم العرس واخمدت الشكوك التى تفسد الحياه
كبر عمل احمد امام واضطر لأتخاذ شقة حماته التى انتقلت للعيش معه لأعماله وارتص عدد غير قليل من الموظفين خلف شاشات الكمبيوتر يعالجون الضعف فى الرسيفرات ويعملون على تحديث اللعبه بأستمرار وتطويرها وتحول احمد امام لرب عمل يلقى بالتعليمات وينعم بحب زوجته وحنانها ويتابع حملها بأستمرار.
راحت الأيام تمضى والزمن يبصم بأحكامه وما لا يمكن القبول به او العيش فى ظله بات امر عاديا
وكل الوعود والايمان التى أقسمت أجلت لوقت لاحق، تدفقت أموال أخرى لحساب احمد امام واصبحت ساره الاحمدى فى نهاية الشهر الثامن من حملها تستعد لاستقبال ضيف جديد
والوالده رغم مرضها تعتنى بها ايما اعتناء، بعث فيه رغبة رؤية حفيدها حياه جديده ولا تمنعها السنين ولا العمر الذى ناهز الستين ان تلعب معه وتحدثه وتحكى له الحكايات وهو فى بطن آمه، وراحت الاستعدادات تجرى على قدم وساق والوالده تبتاع الملابس والالعاب فى كل مره تروح فيها السوق، واحضرت نجار يصنع مهد الطفل ومنحته تعليمات محدده ان يكون مريح ويمكن
أرجحته وشددت على النقاش ان يحسن صنفرته وتلوينه
وزرعت فى كل ركن من أركان الشرفات الزهور والورود وتفحصت على مضى ايام أكثر من مربيه وكانت تخضعهم لأختبارات قاسيه رغم ان ابنتها كررت أكثر من مره انها ستعتنى بطفلها بمفردها ووضعت على جانب الباب نوته تؤشر من خلالها على الايام المتبقيه على حضور حفيدها واقسمت مره ان ابن أحمد امام سيكون ذكر معاف، وانها خلال الرؤيه التى حضرتها بعد صلاة العشاء رأته جميل وسيم يحمل لون عيون والدته وكانت تقول ان هذا الطفل سيعوض اباه عن كل ما جرى له.
وتزوج يوسف هو الآخر من سالى نجيبة على أحمد إسماعيل واقام عرسه فى أكبر نوادى القاهره
ولم يبخل على نفسه ولا على زوجته، اقام فى فيلا فاخره متعددة الغرف ونعم بالرفاهيه والوجاهه وسمحت له الزيجه الجديده على حيازة السلطه بعد أن ملك المال وأصبح من البهوات والبشوات الذين لا يتوقفون عن استعمال هواتفهم حتى فى كبائن الحمامات، ويمر على مكتبه داخل الشركه موزع للمهام والتحذيرات، وكان تحصل على أموال لا حد لها من صفقات مشبوهه اجراها قبل الزواج ويعمل الان على اضفاء الشرعيه عليها ويمتلك سائق خاص يفتح له باب السياره وينحنى له الغفير والبستانى والطباخ وينقل عيونه بين التحف والتماثيل النحاسيه التى وصلته من الخارج وعامل زوجته بأحترام وحرص على نيل ثقتها وحبها وابتعد عن نزواته التى كانت مستمره فى الماضى
واصبحت الشركه شركتين، والفيلا والشاليه وعربيات ملونه تصطف امام الفيلا ورصيد البنك يضع صفر امامه كل شهر
حياه رغده ناعمه لا تنقصه شيء لكن الهانم لم تحمل ولم يكن ذلك يشكل اى عائق فى البدايه، انه يثق برجولته وحتى ان تأخر الأمر سيحدث، لقد انصاعت له الحياه بأكملها ولم يقف اى شيء امامه وبات حضوره اي مناسبه مفخره للأخرين ومضى عام تلو عام والهانم سالى على اسماعيل لم تحمل ولم تنتفخ بطنها، وكانت تزور الأطباء سرآ حتى تيقنت ان لا عيب بها، لذا باتت تقضى أوقاتها مطمئنه مستمتعه بنزهاتها وسهراتها لابعد حد
وضعت ساره الاحمدى طفلها الأول، اسماه احمد امام، ادم وكان لا يتوقف عن حمله وهدهدته وخاض نزاع مستمر مع حماته على حب الطفل، قال أحمد امام انه سيربى هذا الطفل على طريقته وسينشأه على حب الله ورسوله، يحفظه القرأن ويربيه على الشرف والامانه
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا